ناديا مامللي : الريادة أسلوب حياة

 

"كلشي حوالينا عم ياخدنا للسلبية و الاستسلام و الأنانية .. حابة نرجع الحب لأنفسنا و للي حوالينا و نوقف مع الفئات القليلة اللي عم تعاني و نحس فيهم لأنه ألمهم مضاعف"

هذا ما شاركته معنا رائدة الأعمال ناديا، إحدى المحاربات الناجيات من معركة سرطان الثدي،  فمن هي ناديا و ماهي قصتها ؟

ناديا مامللي هي سيدة أربعينية من محافظة حلب، متزوجة و أم لطفلين. قصتها مع سرطان الثدي بدأت عام 2012 حين شعرت بوجود كتلة و لأن المرض هو عامل وراثي في عائلتها، فلم تبد أي تردد في زيارة الطبيب مباشرة و بعد القيام بالفحوصات اللازمة تبين أنها كتلة غير خبيثة و أقدمت على اجراء عملية ازالة الكتلة لتخرج من العملية بدون ثدي. لم يكن بالأمر السهل رغم جهوزيتها النفسية المسبقة. فليس من السهل أبدا على سيدة في بدايات الثلاثينات  أن تقدم على عملية من هذا النوع. تابعت ناديا فيما بعد جلسات الكيماوي و الشعاعي و مع ذلك كانت متخوفة من احتمال الانتكاسة كما حصل مع والدتها.  

الأمر ازداد سوءا حين علمت حتمية عدم الانجاب مجددا و ذلك لأن العامل الوراثي سيصيب ابنتها و سيؤثر سلبا على حياتها أو قد يودي بحياتها الى الموت. 

 ولادة مشروع "Bloom" الريادي:

القصة لم تنتهي هنا.. قصة ناديا الملهمة بدأت بإصابتها الثانية عام 2020 والتي كانت  مؤلمة جسديا أكثر من المرة السابقة. منذ أن علمت ناديا بالإصابة بدأت بقراءة المقالات و الاطلاع على المنتجات التي من الممكن تخفيف الالم المصاحب لما بعد العملية الجراحية .

بعد الإطلاع على المنتجات قامت بالتواصل مع شركات لتصنيعها لكن طلبها قوبل بالرفض لعدم توفر القوالب المناسبة. الأمر الذي دفعها للتفكير مليا في مساعدة نفسها وباقي المصابات. لم تغادر تلك الفكرة بال ناديا ،مدرسة اللغة الانكليزية آنذاك، و التي شاركتها فيما بعد مع صديقتها الثلاثينية بشرى و قاموا على إثرها بتأسيس مشروع "Bloom" الريادي بعد عدة استشارات و استفسارات و من ثم قدموا على مسابقة  نظمها مركز تمكين الشباب في حلب  لدعم الأفكار و المشاريع الرائدة و حصلوا على التمويل لانطلاقتهم التي بدأت بعد تعافي ناديا الكامل.

حين سألنا ناديا عن رحلتهم بعد القبول و دوامهم بمركز UNDP قالت "المشرفين بالمركز كانوا معنا متل الأهل اللي خايفين على أولادهم.. مايرضوا إلا الأفضل و الأجدر النا و تابعت ناديا قائلة :"تواصلوا مع مستشفى مارتيني مشان ناخد ركن عندهم لمركزنا بس المستشفى كان كريم و متفهم لفكرتنا و أعطانا جناح مجانا لمدة ستة أشهر".

أهداف شركتهم الرائدة :

يركز المشروع بشكل أساسي على تأمين كافة احتياجات مصابي السرطان بشكل عام و مصابات سرطان الثدي بشكل خاص. و دعمهن نفسيا كذلك الأمر.

 على الرغم من الظروف الصعبة و الغلاء المعيشي و انقطاع اغلب المواد، استطاعوا تقديم عدد مهم من المنتجات التي شملت كلا من الوسائد المتنوعة، مخدة الإسفين، مخدة الإبطين، حمالة صدر خاصة مزودة بفتحة أمامية لتساعد المصابة التي تعاني من حركة الذراع و مزودة بجيب لتثبيت الحشوة، حشوة ثدي .. حياكة يدوية بخيطان ناعمة، أساور التوعية، توربان قطني لمرحلة العلاج الكيماوي.

و فيما يخص قسم الدعم النفسي في المشروع، سألنا ناديا عن الدعم النفسي التي تلقته خلال فترة علاجها أخبرتنا عن دعم عائلتها و اصدقائها و خاصة ابنيها الذين حلقوا رؤوسهم تضامنا معها .  كما أنها عبرت عن رغبتها بضرورة بتأسيس مجتمع سرطان ثدي سوري لتقديم دعم نفسي للسبدات المصابات قائلة : " نحنا مابيلزمنا محاضرات يحكولنا عن القوة و الص2بر، نحن بحاجة لمستمع .... المصابة بدها تحكي و حدا يسمعها باهتمام فقط" ، ولذلك فهي الآن بصدد تكوين مجموعة دعم نفسي مهمتها استقبال الحالات الجديدة و دعمها ممن خلال مشاركة الخبرات والنصائح ضمن هذا المجتمع الصغير.

منتجاتهم الأخرى:

رغم اهتمام ناديا و بشرى بدعم مصابات سرطان الثدي إلا أنهم لم ينسوا مرضى السرطان الآخرين  إذ قاموا بحياكة قبعات صوفية مزودة بضفيرات من الصوف و ذلك لتقديمها للفتيات المصابات بالسرطان في فصل الشتاء و توربان قطني لفترة الصيف .

مشاريعهم المستقبلية :

انطلاقا من إيمان كل من ناديا و بشرى بدعم المصابات نفسيا و بضرورة توعية  أهل و أقرباء و حتى أصدقاء المصابة بتقديم دعم نفسي ذو نوعية محددة، فلم تقتصر منتجات "Bloom" على منتجات للمصابات بل شملت أيضا ما فضلت ناديا تسميته بال "chemo box" و الذي هو عبارة عن صندوق يشمل حاجيات قد يهديها ذوي المريضة و أصدقائها  والتي  يتم تصميمها خصيصا حسب الطلب من قبل شركة  " Bloom" .

 

 

المشوار مازال مستمرا و القصة لن تنتهي فناديا تعلم تماما أنها تزرع الآن بذورا للأجيال القادمة. نتمنى كل التوفيق لناديا التي أثبتت أن الريادة أسلوب حياة .

 

admin